عن اختيارنا شعار "صحافة بلا قيود"
في وقت تصاعدت فيه استخدامات التقنيات والذكاء الاصطناعي والخوارزميات للتضييق على الخطاب الرقمي وتوجيه الرأي العام، وفي زمن أصبح للحرب في منطقتنا وجه قبيح لا يلتفت للصحافة وحمايتها أو للمدنيين/ات وحياتهم/ن، كما يحدث قي غزة، أصبحت القيود جزء لا يتجزأ من عملنا اليومي، وأصبحت الصحافة الاستقصائية تئن تحت وابل من العقبات كي تحقق هدفها في المساءلة والعدالة والديمقراطية.
من هنا تم اختيار شعار ملتقى أريج السنوي السابع عشر "صحافة بلا قيود".
نعمل في أريج على دعم إنتاج التحقيقات الاستقصائية ومحاربة المعلومات الخاطئة والمضللة، وتذليل كل العقبات وتجاوز كل القيود المفروضة علينا في الوطن العربي والعالم، لذا سنعمل من خلال هذا الشعار "صحافة بلا قيود" على تسليط الضوء أولا على كل أنواع القيود، وثانيا على محاربتها ومقارعتها.
بعد الحرب على غزة.. قيود على حرية التعبير
فقد شهد عالمنا في الآونة الأخيرة فرض مجموعة من القيود السياسية على حرية التعبير، خصوصا بعد الحرب على غزة، فباتت هذه القيود تهدد الصحفيين/ات في مواقعهم الوظيفية، وتجبر بعضهم على الاستقالة أو الإقالة، أو الخضوع للتحقيق داخل المؤسسات. وتمتد هذه القيود لتصل إلى حرية التعبير والمشاركة في المظاهرات، وارتداء الكوفية أو حمل العلم الفلسطيني، إلى جانب منع إقامة النشاطات المتعلقة بفلسطين والمطالبة بوقف الحرب، سواء كانت هذه النشاطات رقمية أو وجاهية.
كما امتدت القيود السياسية للمضامين الصحفية المدققة بالمعلومات الموثقة مشككة في مصداقيتها ونزاهتها. حتى التجويع استخدم كأداة للحرب في غزة في فلسطين، وأصبح لزاما أن نفكر أكثر في الصحفيين/ات المضطرين للعمل من خارج الوطن العربي.
القيود التكنولوجية والخوارزميات
كما تصاعدت أشكال القيود التقنية التي يفرضها العمل مع الخوارزميات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي عبر كل الأشكال الرقمية إلى واحدة من أبرز القيود على العمل الصحفي، لما يمكن أن تسببه من ضيق في الانتشار، وتحيز في طبيعة البيانات المتاحة، وما ينتج عن ذلك من ظلم بحق الفئات المهمشة في المجتمعات.
قيود بيئية واجتماعية
ولم تكن التغيرات المناخية وأزمة المناخ بأكثر خطورة من اليوم، تؤثر على حياتنا وعملنا وقصصنا. ولم تكن الضغوط النفسية والتعامل مع الصدمات النفسية بأكثر إلحاحا من اليوم.
ولا تتوقف القيود هنا، فلطالما كانت هناك قيود متجذرة اجتماعيا ضد النساء، واقتصاديا ضد الطبقات الأقل حظا، وثقافيا ضد من يختلف عن المجموعة بالعرق أو الجنس أو اللون أو الطائفة أو الدين. لتتخذ هذه القيود سكينا يغرس في قلب المضامين التي تسعى لإعلاء حرية التعبير وكسر التابوهات، لذا علينا جميعا أن نعمل من أجل "صحافة بلا قيود".
في هذا الشعار، نؤكد على أهمية ضمان الحرية في العمل الصحفي بشكل يحترم "حرية الآخر" و"اختلاف الرأي"، ويعمل على إزالة جميع العراقيل والقيود القانونية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتقنية، بهدف استمرار الصحافة في أداء دورها في المساءلة والمحاسبة ومحاربة جميع أشكال الممارسات الخاطئة والفاسدة.
حول ملتقى أريج السنوي السابع عشر
في نسخة هذا العام من ملتقى أريج السنوي، في العام السابع عشر، نجدد إعلاء الصوت بأهمية سلامة الصحفيين/ات ومدققي/ات المعلومات، والمطالبة بحمايتهم/ن، ومحاسبة كل من يتسبب بتعرضهم/ن للاستهداف أو الأذى أو الضرر.
ملتقى أريج هو الحدث السنوي الأوسع للإعلام المستقل في الوطن العربي، في جوهره الاهتمام بصقل مهارات الصحفيين/ات ومدققي/ات المعلومات، في إعداد التحقيقات الاستقصائية والاطلاع على أدوات جديدة وعلى أحدث الاتجاهات في إعداد الحقل الإعلامي الاستقصائي المتخصص ومحاربة كل أشكال اساءة استخدام السلطة والمعلومات الخاطئة والمضللة والمغلوطة.
كما أنه فرصة للتشبيك بين الصحفيين/ات ومدققي/ات المعلومات والقانونيين والمؤسسات الإعلامية العربية والعالمية وشركات التكنولوجيا والجامعات والكليات، خاصة أساتذة وطلبة الإعلام، مع الداعمين وصناع القرار والدبلوماسيين والباحثين والمفكرين. ملتقى أريج، فرصة ذهبية لتدريب ورفع كفاءة الصحفيين/ات ومدققي/ات المعلومات، ليمارسوا دورهم الرقابي ترسيخا لمبادئ الديمقراطية والشفافية والمساءلة وسيادة القانون في منطقة تتصدر قائمة المناطق الأكثر خطراً على الصحفيين والصحفيات.